سوريا: الشعب لن يركع ولن يقبل بأي استبداد جديد

1074269_552355038159531_2060489719_o

الكاتب/ة: جوزف ضاهر
ترجمه‫/‬ته الى العربية‫:‬ وليد ضو

لا تزال الجماهير الثورية في سوريا تناضل ضد نظام الأسد الإجرامي، على الرغم من نقص المعلومات حول سوريا، تعم المقاومة كل المناطق، من المظاهرات المستمرة في شوارع ومدن سوريا ضد النظام وصولا إلى سجون الأخير، على سبيل المثال سجن عدرا. حيث بدأت المعتقلات فيه إضرابا عن الطعام احتجاجا على إهمال النظام لأوضاعهن وتأجيل محاكمتهن. واعتقل النظام أولئك النساء بتهم زائفة “دعم الأعمال الإرهابية” بالإضافة إلى اتهامات سياسية أخرى. وفي رسالة وجهتها المعتقلات لرئيس محكمة مكافحة الإرهاب، طالبت فيها السلطات النظر في قضاياهن وتسريع إجراءات محاكماتهن خاصة للمسنات والحوامل منهن بالإضافة إلى اللواتي يعانين من أوضاع صحية حرجة

من جهة أخرى، يستمر النظام في قتل المزيد من السوريين كل يوم، في وقت يتمنى “المجتمع الدولي” التوصل إلى حل سياسي بحيث يحافظ فيه على بنية النظام وإجراء تغيير طفيف في تعارض كامل مع مطالب الجماهير السورية الثائرة من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. في الوقت عينه، لا تزال المعارضة الانتهازية والبرجوازية تحاول من خلال الائتلاف الوطني اكتساب شرعية جديدة عبر انتخاب رئيس جديد له يخدم المصالح الإمبريالية الغربية ودول الخليج. المثال الأفضل على هذا الارتهان هو البيان الموجه إلى الأمير حمد بن خليفة لتهنئته على تسليم مقاليد الحكم إلى ابنه الأمير تميم. هل الائتلاف الوطني السوري لا يزال يتذكر أن الشعب السوري ناضل ويناضل من أجل الحرية والكرامة، وضد واقع أن تحتكر عائلة واحدة الحكم خلال أكثر من أربعين عاما؟ إنهم بالتأكيد لم يفهموا لماذا تناضل الجماهير الثورية في البلاد ولهذا السبب لا يمثلونهم

في هذا الإطار، نعيد التأكيد على دعمنا للسيرورة الثورية في سوريا، التي لا تزال حية، على الرغم من كل ما نسمعه، ونضالنا هو ضد خطرين يهددان الثورة: النظام والقوى الرجعية

النظام السوري، أو العقبة الإجرامية في سبيل الوصول إلى سوريا حرة
قام النظام بكل ما هو ممكن لإبادة الثورة السورية منذ بدايتها في آذار 2011. حيث قتل أكثر من مئة ألف مواطن وعذب وجرح الآلاف من الشعب، وأجبر الناس على ترك منازلها، حيث تشرد الملايين منهم داخل وإلى الدول المحيطة بسوريا. كما يحتاج حوالي 10 مليون نسمة، نصف سكان البلاد، إلى مساعدة عاجلة خلال هذه السنة

واستجلب دعما من قوى أجنبية (إيران وروسيا بشكل خاص) وبالإضافة إلى حزب الله والميليشيات العراقية لقمع ثورة الجماهير في سوريا. كما استعمل الطائفية أكثر من قبل (أي منذ العام 1970، لقراءة المزيد أنقر|ي هنا‬) لقسمة الناس والتسبب بالمزيد من القتل والدمار. والمثال الفظيع الذي يدل على استخدام الطائفية والتوتاليتارية هو في حمص، من خلال محاولة تغيير التركيبة السكانية لهذه المدينة وشن موجة جديدة من الاعتقالات. المدينة التي عانت من حصار لأكثر من سنة حتى اليوم، هي اليوم هدف النظام عبر استهدافها برا وجوا، وتحولت الأحياء المقسمة في حمص إلى سجون كبيرة، خاصة للسيارات، مع السماح باتجاه واحد للخروج منها فقط. هذه المناطق تتألف بغالبيتها من السوريين السنة، الذين يشكلون غالبية سكان حمص

في المقابل، يمكن لسكان المناطق ذات الغالبية العلوية التنقل بحرية من منطقة إلى أخرى دون الخضوع للتفتيش أو أن يخافوا من الاعتقال. وفي ذلك ما يدل على محاولة واضحة من النظام لتقسيم السوريين على أساس طائفي، ولكن هذه الاستراتيجية لم تكن ناجحة حتى داخل هذه الأحياء، وقد اعتقل النظام واغتال العديد من العلويين، الذين تحدوا النظام وانضموا إلى صفوف الثورة

في الوقت عينه، يقوم النظام بتعداد للسكان داخل بعض الأحياء، وكلما ينتهي من ذلك في شارع يعتقل العديد من الشباب في اليوم الثاني. وهو يستخدم هذا الأمر كحجة للبحث عن الناس الذين يبحث عنهم

المناطق التي أجري فيها هذا الإحصاء السكاني هي كرم الشامي، الذي يشكل السنة غالبية سكانه وبعض المسيحيين، وحي الخضر الذي يسكنها خليط من السنة والعلويين بالإضافة إلى أقلية مسيحية. وطور النظام، منذ بداية السنة سياسة منهجية لمحاربة الناس وإرغامهم على ترك المدينة. وقال أحد النشطاء في مقابلة معه‬ “أن العديد من الناس هاجروا خلال شهر أيار وغيرهم يفكر في ذلك. في حزيران وتموز حجز الآلاف من السكان في مدينة حمص تذاكر سفر باتجاه مصر. والأعداد تتزايد”. واتخذت سياسة النظام طابعا إجراميا رهيبا عبر شن مجازر في القرى التي يشكل السنة غالبية سكانها خاصة في بانياس والبيضا. ومؤخرا، دمر النظام مدينة القصير بمساعدة من حزب الله ومن المحتمل أن يطلق حملة عسكرية على مدينة حلب، التي تخضع بجزء منها لسيطرة بعض المجموعات المعارضة منذ خريف العام 2012

يستمر النظام في القصف واستخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الثقيلة لقتل الجماهير السورية الثائرة وهذا الأمر يشكل دليلا على أن لا حل ممكن من شأنه السماح بعملية انتقالية تبقى عبرها بنية النظام وقيادته جزءا منها. لهذا السبب نكرر القول أن كل حل سواء عبر جنيف 2 أو غيره يشكل تهديدا خطيرا للسيرورة الثورية في سوريا. ولا إمكانية لسوريا ديمقراطية وحرة وتعمها العدالة الاجتماعية في ظل نظام الأسد. وقد كان هذا الأخير العامل الأكثر تدميرا للمجتمع السوري خلال السنوات الأربعين الماضية، ويواصل المنهجية يوميا. لهذا السبب يعتبر نظام الأسد عقبة أمام تحقيق الحرية في سوريا، كما كان دائما

لذلك، لا بد من الإطاحة بنظام الأسد، لأنه الحل الوحيد

تهديد لثورة الكرامة والحرية: الجماعات الرجعية والطائفية
لا يمكننا إلا أن نعارض القوى الرجعية التي تحاول تغيير طبيعة هذه الثورة الشعبية إلى حرب طائفية. ونحن نقف مع الجماهير السورية الثائرة التي تعارض بشكل متزايد السياسات الاستبدادبة والرجعية لهذه المجموعات، بما فيها جبهة النصرة، وهذه الأخيرة لا تتردد في إلقاء القبض على الناشطين الذين لم يترددوا منذ البداية في المشاركة في الثورة، مثل أبو مريم في بستان القصر الذي اعتقلته ثلاث مرات. ومؤخرا، اعتقلت جبهة النصرة الصحافي والناشط المدني عبود الحداد‬ الذي وثق جرائم النظام ضد الشعب السوري منذ بداية الثورة

هذه الجماعات لا تؤمن بالحرية كما نشاهد في هذا الفيديو‬، حيث يهتف المتظاهرون من الجماعات الإسلامية “طز بالحرية”. ونحن نعيد تذكير هذه الجماعات أن الهتاف الأول لثورة الجماهير كان استبدال كلمة بشار بالحرية: “الله، سوريا، حرية وبس” على عكس الشعار الذي هتف به مؤيدو النظام. والهتاف الشهير الذي غناه الشعب السوري هو “سوريا بدها حرية”. نحن ندعم، بكل تأكيد، الجماهير الثائرة في نضالهم من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. وهذا ما يحصل على نطاق واسع

يمكن أن نلاحظ على امتداد البلاد، معارضة الجماهير للحكم الاستبدادي الجديد. وهذا ما يمكن تلمسه من خلال بيان لجان التنسيق المحلية‬ الصادر في 28 حزيران والمعنون بالتالي: “الاستبداد واحد، سواء باسم الدين أو باسم العلمانية”. ويكمل البيان عينه بالتالي: “فقد انطلق الثوار السوريون بمظاهرات حاشدة في جمعة “ثورة متوقدة ومعارضة مقعدة” على امتداد البلاد رافضين الانتقال من الاستبداد السياسي إلى التكفير والاستبداد باسم الدين، وقد وجهوا انتقادات شديدة إلى المعارضة السياسية التي لم تستطيع حتى اللحظة أن تقود شعبا منتصرا”

الرقة
مدينة الرقة، التي تحررت من سيطرة النظام منذ آذار، أظهرت إصرارها على مواجهة الجماعات الإسلامية الرجعية بالاعتماد على تنظيم ذاتي متقدم كما بينا ذلك من خلال مقال سابق

في 18 حزيران، خرجت مظاهرة حاشدة، تقودها امرأة، وصلت إلى أمام مقر جبهة النصرة حيث طالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين في سجون الجبهة. وهتفوا ضدها، وشجبوا ادعاءها العمل “باسم الدين الإسلامي”. كما رددوا الهتاف الأكثر شهرة والذي استعمل للمرة الأولى في دمشق، خلال شهر شباط من العام 2011: “الشعب السوري ما بينذل”، (للمزيد من المعلومات أنقر|ي هنا لمشاهدة المظاهرة والمقابلات مع المحتجين‬)

هذه المقاومة اتخذت كذلك أشكالا مختلفة عبر العديد من المبادرات الشعبية والمدنية. فمجموعة “حقنا” نظمت مظاهرات ضد الجماعات الإسلامية في الرقة حيث رددوا الهتاف التالي: “الرقة حرة حرة، الجبهة اطلعي برا”

حلب وبستان القصر
في العديد من أحياء حلب، شهدنا معارضة متنامية للهيئة الشرعية في حلب، التي أنشأتها جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء التوحيد. وسعت هذه الهيئة إلى تأكيد نفسها كسلطة من خلال الشرطة المحلية ونظام المحاكم الإسلامية، والتسويق لجهودها لفرض القانون والنظام ولكن واجهتها اتنقادات من الناشطين المحليين بسبب سلوكها السلطوي

تزايد هذا الاستياء خاصة بعد اعدام الطفل محمد قطاع (14 عاما) لأنه قال “إذا بينزل محمد ما راح أدين”. فخرجت مظاهرة في بستان القصر ضد الهيئة الشرعية وجبهة النصرة، وهتفوا: يا للعار، يا للعار، الشبيحة صاروا ثوار”، مقارنين بين الميليشيات السيئة السمعة التابعة للنظام السوري والمسلحين الذين أعدموا محمد

مؤخرا خرجت مظاهرة في بستان القصر هتف فيها المتظاهرون: “طز بالهيئة الشرعية‬”، بسبب سياساتها القمعية والسلطوية المتكررة. أما في 1 تموز، خرجت مظاهرة أخرى تطالب بإسقاط الهيئة الشرعية وبعض المجموعات من الجيش السوري الحر التي تتصرف كعصابات، والتي تعمل بالنيابة عن الهيئة الشرعية لناحية سرقة أو السطو على السلع من داخل المتاجر

كما دان النشطاء المحليون السلوك الإجرامي لبعض العناصر الانتهازية ضمن صفوف الجيش السوري الحر وغالبا ما انتهى الأمر باشتباكات عنيفة. (وقد بدأ ذلك خلال شهر شباط من هذا العام خلال مظاهرة ضد أحرار سوريا بزعامة أحمد عفش‬، المتهم بسرقة المصانع وابتزاز أصحابها

وقد عمل سكان بستان القصر على العديد من المبادرات المدنية ضد النظام، من خلال الاعتصامات، والغرافيتي، وتزيين الجدران بأعلام الثورة وتنظيم الاحتفالات احتفاءً بالشهداء من مثل الشهيد عبد الواحد الحناوي. في الوقت عينه، قاوموا اتجاهات بعض المجموعات الرامية إلى أسلمة الثورة، لمنعهم من السيطرة عليها. (أنقر|ي هنا

كفرنبل
وأصدر مكتب إعلام الثورة في كفرنبل بيانا‬ انتقد فيه سلوك بعض المجموعات المسلحة: “انتشرت في كفرنبل ظواهر سلبية عديدة في الفترة الأخيرة وكانت لها آثارها السلبية على الثورة وعلى المواطن وإن أشدها وقعا هي حوادث إطلاق النار المتكرر وأخرى تتعلق بخطف ومنها المظاهر المسلحة المنتشرة في المدينة.
ولأن السلاح ليس من سمات ثورتنا ولأنه جاء فقط ليحمي الثورة والمواطن، فإن حمله في مدينة محررة من الأرض ليس ضروريا ويعطي صفة سلبية لحامله
ولأننا نهيب بكافة القوى العسكرية الثورية الموجودة بكفرنبل الالتفاف حول هدف واحد ونبذ الخلافات وندعوها للتوحد حول الهدف الذي وجدت من أجله
ندعو كافة المواطنين في كفرنبل للخروج في مظاهرة اليوم الاثنين 1-7-2013 بعد صلاة المغرب في ساحة المظاهرات أهدافها
1- إسقاط النظام الأسدي
2- نبذ كافة أعمال الظلم من خطف مهما كانت الأسباب والدوافع
3- نبذ المظاهر المسلحة في كفرنبل
4- دعوة كافة القوى الثورية العسكرية للتوحد حول الهدف الأسمى حماية الثورة والمواطن”

دير الزور
ونظم اعتصام في دير الزور ‬لإدانة الاعتداءات على الجهاز الطبي والحركة المدنية واحتجاجا على اختطاف الناشط الإعلامي عامر الهويدي. هذا الاعتصام جاء عقب حملة أطلقها الناشطون في المدينة الرامية إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في عملية الرصد والتوثيق، وتحفيزها على المطالبة بحقوقها وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع. وقد ركزت هذه الحملة على فكرة نشر الحق والعدالة للجميع لمواجهة جميع الأطراف، وأن المعلومات التي تسعى إلى جمعها هي لجميع السوريين ومستقبلهم

الجيش السوري الحر يحتاج إلى تصحيح مساره
لا ينبغي فهم إدانة الجماعات الإسلامية الرجعية وبعض المجموعات التابعة للجيش السوري الحر التي تتصرف كعصابات أنه إدانة للمقاومة الشعبية المسلحة أو لمجمل الجيش السوري الحر. بل على العكس، العديد من المحموعات الديمقراطية التابعة للجيش السوري الحر تلعب دورا مهما في الدفاع عن الثورة وأهدافها، كما تناضل ضد الطائفية. في هذا الفيديو يمكننا مشاهدة أعضاء في الجيش السوري الحر ينظفون كنيسة في دير الزور‬ قصفها النظام، ويقولون أن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من سوريا

وفي هذا الفيديو‬، يمكننا ملاحظة العلاقات الودية الوثيقة التي تربط بين أعضاء في الجيش السوري الحر وبعض السكان المسيحيين

كما تتشكل بعض الكتائب التابعة للجيش السوري الحر من أفراد من خلفيات دينية مختلفة، كالسنة والعلويين والاسماعيليين، بحسب ما يظهره هذا الفيديو

بهذه الروحية، سميت جمعة 5 تموز “تنبهوا واستفيقوا أيها الكتائب‬” حيث خرجت مظاهرات حاشدة عمت كافة أرجاء الوطن ليطالبوا بتصحيح مسار كتائب الجيش السوري الحر، لما في ذلك من فوائد في تسريع اسقاط نظام الاستبداد وتحقيق أهداف الثورة المجيدة بإقامة دولة مدنية ديمقراطية”

الانتفاضة الكردية ضد حزب الاتحاد الديمقراطي (حزب العمال الكردستاني)
عمت إرادة التغيير ورفض الظلم كل المناطق بما فيها تلك ذات الغالبية الكردية. ويقود هذا الحراك شباب شهدوا في عدة مدن اعتقال نشطاء أكراد مؤيدين للثورة ورافضين لسلوك حزب الاتحاد الديمقراطي (فرع لحزب العمال الكردستاني في سوريا)، والذي كان يسيطر بحكم الأمر الواقع على الكثير من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا بعد أن تخلت قوات النظام عنها لصالح هذا الحزب

ونظمت مظاهرات واعتصامات في الحسكة، منذ 17 حزيران، عقب اعتقال ناشطين مؤيدين للثورة السورية ضد النظام السوري

وفي مدينة عامودا، التي شهدت مظاهرات داعمة للثورة منذ بداية السيرورة الثورية تقريبا، واعتقل المئات من سكانها، في حين هاجم حزب الاتحاد الديمقراطي مكاتب لأحزاب كردية منها الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب يكيتي (أنقر|ي هناوهنا‬)

ودعما لهذه الانتفاضة ضد الظلم الذي يعم سوريا، أصدرت لجان التنسيق المحلية بيانا‬ بشأن أعمال العنف ضد المدنيين السوريين الأكراد، رفضت فيه الممارسات وأدانتها، كما أكدت على وجوب كف القيادة السياسية والعسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي لهكذا خروقات سافرة تجاه المواطنين وتغيير استراتيجيتها في المنطقة ككل، ووقف كل أشكال القمع والسماح لجميع منظمات المجتمع المدني واحزاب الحركة الكردية والثورية بالعمل بحرية، وفتح المجال في الادارة المحلية أمام مشاركة الجميع، وتفعيل القضاء المدني المستقل الذي لا بد له من اجراء تحقيق نزيه وشفاف وتقديم المسؤولين عن هذا الخرق السافر للمحاكمة العادلة جراء ما أقدموا عليه. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية عن رفضها لأية محاولة لإعادة الشعب تحت اي مسمى كان الى تقبل استبداد من أي نوع كان، وكل محاولة لقمعه بالعنف المنظم ستقابل بردة فعل تماثل بقوتها زخم ثورة الكرامة في 2011 وقبلها في 2004 (الانتفاضة الكردية)

التنظيم الشعبي الذاتي من أجل سوريا جديدة وحرة!
تتعدد الأمثلة للتنظيم الشعبي الذاتي تستمر بالنمو وبالتطور وعلى الرغم من قلة المعلومات حول هذا الأمر، إلا أن ذلك هو عنصر حاسم في السيرورة الثورية في سوريا (يمكن مراجعة هذا الرابط الذي يعدد أمثلة عن الحراك المدني السلمي‬)

دينامية المجتمع السوري ومنظماته الشعبية يمكن تلمسها أيضا من خلال العدد الكبير من الصحف الجديدة الصادرة في جميع أنحاء البلاد. فقبل الثورة كانت تصدر ثلاث صحف رسمية، أما اليوم فقد بلغ عدد الصحف المستقلة أكثر من 40 صحيفة تصدر داخل سوريا

لقد أظهرت الجماهير الشعبية الثورية عزمها كما أشرنا في مقالات أخرى على مواصلة الثورة بهدف بناء سوريا حرة وديمقراطية واشتراكية. وهم لن يقبلوا بأي ظلم جديد، سواء كان باسم القومية أو باسم الإسلام السياسي. لأنه ردد ولا زال يردد: “الشعب السوري ما بينذل!”

في الوقت عينه، أظهرت الجماهير الثورية في سوريا أن مصيرها مرتبط بتحرير كل شعوب المنطقة وفي كل مكان آخر، خاصة فلسطين وكذلك إيران، وكما سجل ثوار سراقب على جدران المدينة الإدلبية الثائرة باللغة الفارسية ما ترجمته: “درب الأمل الأخضر سيعبر من دمشق إلى طهران، مسقطا كل الطغاة. درب الإنسانية والحب من الشعب السوري الحر”

عاشت الثورة السورية وعاش الشعب السوري في نضاله! المجد لكل الشهداء من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية

Leave a comment